** الضحية الثانية **
بالتأكيد هو ليس هذا اليوم الرائع .. ربما يكون اعتيادياً أو سيئاً .. لننتظر و نر
وفق ميعاد حددته سابقاً مع أحد الأصدقاء التقينا في العمل .. ليلة ملئية بالانتظار .. كثير من المرضى .. قليل من المحتضرين .. و العديد من "أصحاب المعاطف البيضاء" يهرولون جيئة و ذهاباً.
لابد أنك خمنت أنّا نعمل في مشفى .. و هو تخمين صحيح .. و لكن دعني أُوضح لك ماهية عملنا بالضبط.
في الواقع نحن من طلاب الطب الشغوفين -إلى حد ما- بآليات التشخيص و العلاج .. و لكي يتسنى لنا إشباع هذا الشغف .. نعرج على المشافي التعليمية ليلاً حيث يتسنى لنا التعامل مع المرضى -ذوي الحالات المستقرة بالطبع- بشكل أكثر هدوئاً.
بعد ليلة مقيتة .. نقرر زيارة أحد محال الحلويات .. في الواقع هي فكرتي .. فكرة لا بأس بها لإنهاء يوم كهذا.
نستمتع بتناول "أم علي" .. و مناقشة بعض الأمور .. و نغادر المحل ضاحكين .. مقبلين على النوم بقلوب قانعة بما حوته لتلك الليلة.
علينا الآن أن نرتاد "ميكروباص" ليُقلنا لأقرب موقف أجرة حيث نذهب هانئين إلى بيوتنا.
نترجل .. و نضطر بشكل غريب إلى عبور الشارع حيث وجهتنا في الجهة المقابلة.
حسناً .. إنها المرة الأولى التي أتأبط فيها ذراع أحد أصدقائي أثناء عبورنا .. فمن عاداتي أن أعبره جرياً ..!!
ألتقط لحظة مناسبة .. لا أنظر خلفي قط .. فقط أجري حتى أصل للجهة المقابلة.
بعد عبورنا لأول الحارات .. تظهر دراجة بخارية يقودها شخص مرتعش فيضطرنا إلى الثبات بلا حراك .. و بعد ثوان ....
طاااااااااااااااااااخ بووووووووووووووم
ممددين على الأرض .. تتحاشانا السيارات .. هذا هو موقفنا الحالي.
بعد عدة ثوان .. أجد صديقي قد بدأ يرعف -الرعاف إن كنت لا تعلم هو النزيف من الأنف- ربما تكون علامة خطر، و ربما يكون شيئاً اعتيادياً .. و لكنه على كل الأحوال دفعني إلى النهوض بطريقة لا إرادية .. و ساعدني بعضهم في حمل صديقي إلى الجهة المقابلة .. حيث بدأت أتدارك الموقف شئياً فشيئاً !!
يُـــتبع