السبت، 31 مارس 2012

دراماتيكا !! الجزء الثاني



** الضحية الثانية **

بالتأكيد هو ليس هذا اليوم الرائع .. ربما يكون اعتيادياً أو سيئاً .. لننتظر و نر

وفق ميعاد حددته سابقاً مع أحد الأصدقاء التقينا في العمل .. ليلة ملئية بالانتظار .. كثير من المرضى .. قليل من المحتضرين .. و العديد من "أصحاب المعاطف البيضاء" يهرولون جيئة و ذهاباً.

لابد أنك خمنت أنّا نعمل في مشفى .. و هو تخمين صحيح .. و لكن دعني أُوضح لك ماهية عملنا بالضبط.

في الواقع نحن من طلاب الطب الشغوفين -إلى حد ما- بآليات التشخيص و العلاج .. و لكي يتسنى لنا إشباع هذا الشغف .. نعرج على المشافي التعليمية ليلاً حيث يتسنى لنا التعامل مع المرضى -ذوي الحالات المستقرة بالطبع- بشكل أكثر هدوئاً.

بعد ليلة مقيتة .. نقرر زيارة أحد محال الحلويات .. في الواقع هي فكرتي .. فكرة لا بأس بها لإنهاء يوم كهذا.

نستمتع بتناول "أم علي" .. و مناقشة بعض الأمور .. و نغادر المحل ضاحكين .. مقبلين على النوم بقلوب قانعة بما حوته لتلك الليلة.

علينا الآن أن نرتاد "ميكروباص" ليُقلنا لأقرب موقف أجرة حيث نذهب هانئين إلى بيوتنا.

نترجل .. و نضطر بشكل غريب إلى عبور الشارع حيث وجهتنا في الجهة المقابلة.

حسناً .. إنها المرة الأولى التي أتأبط فيها ذراع أحد أصدقائي أثناء عبورنا .. فمن عاداتي أن أعبره جرياً ..!!

ألتقط لحظة مناسبة .. لا أنظر خلفي قط .. فقط أجري حتى أصل للجهة المقابلة.

بعد عبورنا لأول الحارات .. تظهر دراجة بخارية يقودها شخص مرتعش فيضطرنا إلى الثبات بلا حراك .. و بعد ثوان ....

طاااااااااااااااااااخ بووووووووووووووم 

ممددين على الأرض .. تتحاشانا السيارات .. هذا هو موقفنا الحالي.

بعد عدة ثوان .. أجد صديقي قد بدأ يرعف -الرعاف إن كنت لا تعلم هو النزيف من الأنف- ربما تكون علامة خطر، و ربما يكون شيئاً اعتيادياً .. و لكنه على كل الأحوال دفعني إلى النهوض بطريقة لا إرادية .. و ساعدني بعضهم في حمل صديقي إلى الجهة المقابلة .. حيث بدأت أتدارك الموقف شئياً فشيئاً !!



يُـــتبع

الجمعة، 30 مارس 2012

دراماتيكا !!! .. الجزء الأول



** الضحية الأولى  **

طاااااااااااااااااااااااااااااخ .. بووووووووووووووووم !!

الآن .. و بعد ظلام دامس دام عدة ثوانٍ .. أرى النور القادم من نهاية النفق .. يبدو أنها النهاية !!

يتقرب النور أكثر فأكثر .. و أنا لا اقدر على الحراك تماماً كالمشلول .. لابد أن استسلم لقدري إذاً .. بالتأكيد سوف يمر هذا النور على جسدي لاستخلاص روحي و من ثم يصعد بها إلى السماء.

هذا ما جال بخاطري و أنا ممدد على الأرض إثر ما تعرضت له .. حسناً .. دعنا نكمل الصورة.

عائداً من محل عملي في وقت متأخر مع صديق عزيز .. قررنا النزول على أحد محال الحلويات .. إنها ليلة سيئة على كل حال و ربما يزيل طعم السكر بعضاً من كآبتها المقيتة.

ربما لم تكن فكرة سيئة لولا أن قد تم معاملاتنا على أننا "زبائن" .. بالتأكيد تعلم أن الـ "زبائن" هم الأشخاص الذين يتعامل معهم التاجر على أنهم مغفلون .. و يمكنه بالطبع أن يحملنا على دفع مبلغاً إضافياً مقابل بضع كلمات منمقة على غرار "تحت أمر معاليك".

ربما بدأت الدنيا بالابتسام في هذه الليلة أخيراً .. فبالفعل اسمتعت بطبق الحلوى المقدم بشكل رائع .. ناهيك عن احترم مبالغ فيه من قِبل العاملين بالمحل.

ننطلق بعد الانتهاء من وجبتنا اللذيذة .. باحثين عن "ميكروباص" ليُـقلنا لأقرب موقف أجرة حيث نفترق كلٌ إلى محل سكنه .. 

بالطبع ارتياد "الميكروباصات" جهد بدني لا بأس به .. كما أنه يُـعمل عقلك في فيزياء المتحركات .. حتى تتمكن من القفز -حرفياً- إلى مقعدك دون أن تتضرر.

تشاء الأقدار أن نسهو عن محطتنا .. ونضطر إلى الترجل في الجهة المقابلة من الشارع المكتظ بآلات تتحرك بشكل جنوني يعرفونها بالسيارات.

إنها الحرب إذاً .. 

أتأبط صاحبي .. لا أعرف ما دفعني لهذا و لكني فعلت !!

و أحكم قبضتي على أدواتي .. و أبدأ في الحركة بشكل حذر و سرعة مناسبين.

و في لحظة .. يظهر هذا الأخرق من اللاشئ .. على دراجته البخارية .. لنصبح و صديقي في مواجهة هذا المفترس الآلي ذو العين الواحدة.

و قبل أن يرتد إلى طرفي ..

طااااااااااااااااااااااااخ .. بوووووووووووووووم

حقاً لا أعلم ما حدث بالضبط .. فقط .. أنا و صديقي ممددين على الأرض بلا حراك !!



يتبـــــــع ..،